Home: Feature

مع اقتراب موسم رمضان، كيف تتعايش الدراما المصرية مع فيروس كورونا؟

أصبحت الإصابة بفيروس كورونا موضع قلق بين صانعي الدراما وذلك خوفًا من التعطيل أو التأخر في التصوير

مونيكا نجيب
09.04.2021 6.12am
يستمر تصوير العديد من المسلسلات كالمعتاد استعدادًا لموسم رمضان الذي يعد الأهم في السنة
|
Claudia Wiens / Alamy Stock Photo. All rights reserved

"أنا أعيش بمفردي، لذلك كنت أتبع الإجراءات الاحترازية [بدون قلق كبير على صحتي]، لكن لو كنت أعيش مع عائلتي لكنت أكثر حرصًا."

بهذه الكلمات وصف خالد (أسم مستعار)، ممثل مصري شاب، تجربته في المشاركة بمسلسلات رمضان في ظل انتشار وباء كورونا.

وقد بلغ متوسط عدد حالات كورونا المعلن عنها في مارس/ٌآذار ٢٠٢١ حوالي ٦٠٠ حالة جديدة يوميًا بحسب التقارير الرسمية لوزارة الصحة المصرية. ومع ذلك، يستمر تصوير العديد من المسلسلات كالمعتاد استعدادًا لموسم رمضان الذي يعد الأهم في السنة.

وحذر رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، خلال اجتماع اللجنة العليا لإدارة أزمة كورونا من الارتفاع المتوقع خلال شهر رمضان نتيجة للتجمعات العائلية وغيرها من العادات الاجتماعية خلال هذا الشهر، وضرورة الحرص الزائد خلال هذه الفترة خاصًة مع احتمالية حدوث موجة ثالثة للفيروس.

شريف غيث منتج مصري بشركة بيج فووت فيلمز قال لأوبن ديموكراسي أن "هذا العام مختلف عن العام السابق، منذ خمسة أو ستة شهور يتم التصوير بشكل طبيعي مع الاحتياطات اللازمة، وسيكون هناك حملات اعلانية كبيرة."

ومن ضمن المسلسلات التي تم الإعلان عنها مسلسل "كوفيد - 25" من بطولة الممثل يوسف الشريف. ويتميز المسلسل بكونه يتناول موضوع فيروس كورونا. تفاصيل القصة غير معروفة بشكل كامل، ولكنها تتناول عودة الفيروس بعد عدة أعوام من إنتاج اللقاحات ومحاولة السيطرة عليه مرة اخرى.

Help us uncover the truth about Covid-19

The Covid-19 public inquiry is a historic chance to find out what really happened.

أما بالنسبة لمسلسل "الأختيار 2"، فقد أصيب أحد أبطاله، الممثل أحمد مكي، بفيروس كورونا أثناء التصوير مما أدى إلى إيقاف التصوير وإجراء المسحات اللازمة لكل المشاركين ومن ثم استئنافه.

أصبحت الإصابة بفيروس كورونا موضع قلق بين صانعي الدراما في مصر وذلك خوفًا من التعطيل أو التأخر في التصوير

أصيب أيضًا الممثل أحمد خالد صالح بفيروس كورونا حيث أعلن عن ذلك الموسيقار هاني مهنا مضيفًا أنه استمر في التصوير حتى قبل يوم واحد من ظهور نتيجة المسحة وتأكيد إيجابية الإصابة، وذلك حتى لا تتعطل المسلسلات المشارك بها.

أصبحت الإصابة بفيروس كورونا موضع قلق بين صانعي الدراما في مصر وذلك خوفًا من التعطيل أو التأخر في التصوير.

بالنسبة لغيث: "يتمثل عامل المجازفة في إصابة أحد أعضاء طاقم العمل قبل التصوير مباشرًة، ويصبح من الصعب استبداله أو التأجيل لوجود موعد تسليم متفق عليه." ويشرح المنتج: "أعتدنا قبل كورونا الاستعانة بمديري تصوير وخبراء تجميل من الخارج في أعمال معينة، ولكن هذا اصبح صعبا جدًا، لانه من الوارد أن يصاب قبل السفر لمصر أو حتى قبل المغادرة، فيقيم في مصر على حساب الإنتاج حتى تصبح النتيجة سلبية، لذا فالموضوع يتضمن مجازفة كبيرة."

رمضان أونلاين

شهد عام ٢٠٢٠تغييرًا في سلوك المشاهد بشكل عام، حيث تم إنتاج عدد من المسلسلات المصرية لتعرض على المنصات الرقمية. ورغم أن مشاهدة الفيديو الرقمي لا تزال متخلفة عن مشاهدة التلفزيون في مصر، لكن الفجوة تتقلص. فقد قام حوالي ٧٧٪ من

.مستخدمي الانترنت بمشاهدة محتوى فيديو عند الطلب في ٢٠٢٠. وكان التغلغل الأكبر بين الأسر ذات الدخل المنخفض حيث بلغ حوالي ٤٧٪ من مستخدمي الإنترنت من تلك الفئة بزيادة ٦،٢ نقطة مئوية عن ٢٠١٩.

حتى أن منصة "واتش ات" تعتبر أكبر العلامات التجارية في عدد التفاعل على تويتر الذي بلغ أكثر من ٣٢٠٠٠ في ديسمبر ٢٠٢٠. منصة واتش ات هي منصة عربية لبث مقاطع فيديو رقمية أنشأت تزامنًا مع رمضان ٢٠١٩.

هل سيتأثر موسم رمضان بهذا التغيير ؟

يوضح غيث ان المنصات الرقمية سواء ووتش ات، شاهد او حتى نيتفليكس التي يستخدمها الكثيرين، اعطت الانتاج جودة افضل لان الميزانية اصبحت اكبر من المحددة للتلفزيون الذي يواجه عامل مجازفة كبير في حال لم يتم بيع المسلسل أو لم تأتيه اعلانات.

ولكن مع انتشار المنصات الرقمية التي توفر مستوى أفضل، لم يعد المشاهد يفضل التلفزيون.

أضاف غيث: "منذ العام الماضي والناس كانت تتابع على ووتش ات اكتر من التلفزيون. وذلك لسهولة متابعة المسلسلات بدون إعلانات وفي أي وقت دون أن تكون محكوم بموعد محدد لمتابعة المسلسل."

وبذلك، فالمسلسلات المعروضة على تلك المنصات عادًة ما تكون ناجحة ومربحة أكثر، وليست بالضرورة مرتبطة بموسم رمضان، وهذا ما قد يحدث الفرق في المستقبل.

عام على الجائحة

شهد عام ٢٠٢٠ اغلاق كامل للعديد من المنشأت مثل المدارس والجهات الحكومية ودور العبادة كجزء من الإجراءات الاحترازية للتصدي لفيروس كورونا المستجد.

وقد اثر ذلك على سلوك المشاهد المصري حيث إن ٨٨٪ من مستخدمي الإنترنت في مصر، الذين تتراوح أعمارهم بين ١٦ و ٦٤ عامًا، شاهدوا البث التلفزيوني المباشر في النصف الأول من ٢٠٢٠ قبل أن يتجه البعض للمنصات الرقمية.

وكانت حالات الإصابة بـ كورونا وصلت إلى متوسط ٤٨٠ حالة جديدة يوميًا بين شهري أبريل/ نيسان ومايو/أيار طبقًا للتقارير الرسمية لوزارة الصحة المصرية.

يقول غيث: "في بداية انتشار فيروس كورونا كان طاقم العمل يرفض النزول للتصوير بسبب الخوف من العدوى، ذلك في البداية فقط لأنه لم يكن احد مستوعب ما يحدث، فكنا نبذل مجهود في اقناعهم بالنزول واننا سوف نأخذ كل الاحتياطات."

وانتشرت الإصابات أيضًا بين ضيوف مهرجان الجونة في أكتوبر الماضي بالرغم من الإعلان عن تعاون وزارة الصحة مع إدارة المهرجان لأخذ الإجراءات اللازمة

أما خالد فيشرح أن المشاركة في مسلسلات رمضان ٢٠٢٠ كانت تجربة صعبة رغم توفر أدوات التعقيم والكمامات الصحية. وأوضح أن برأيه لم تكن الاجراءات الصحية متبعة بشكل كامل.

وكان قد صرّح نقيب المهن التمثيلية، أشرف زكي في مداخلة هاتفية لبرنامج "مصر في القلب" على قناة المحور في مارس/ ٌآذار٢٠٢٠

.أنه يتم اتخاذ العديد من الإجراءات الاحترازية أثناء التصوير مثل تفادي التجمعات الكبيرة والتعقيم المستمر

أما المنتج جمال العدل فقد أوضح في مقابلة تليفزيونية على نفس القناة أنه ليس من السهل توقف صناعة كبيرة مثل الدراما المصرية بسبب الخسائر المادية المحتملة. أما في بعض الحالات، كان يتم اللجوء لحلول مختلفة مثل الإستعانة بتطبيق زووم لمكالمات الفيديو، لتكملة التصوير.

ويقول غيث: "كان يذهب مصور تليفزيوني للفنانين ويتابعهم المخرج على زووم مثل ما حدث في إعلان فودافون الذي ظهر فيه عدد كبير من المشاهير. كل واحد منهم صور في بيته فلم يكن هناك أضرار تحسب."

ولكن البعض اعتبر أنه كان من الممكن الغاء موسم رمضان من الأساس لحماية العاملين، ومنهم الكاتبة مريم نعوم التي كتبت منشور على صفحتها الشخصية على الفيسبوك تعبر فيه عن استيائها من عدم اهتمام القائمين على الإنتاج بصحة العاملين بسبب التمسك الشديد بموسم رمضان.

أما طارق (اسم مستعار)، مخرج مصري شاب، فبرأيه أن إلغاء موسم رمضان كان حل ليس بسيء. وهو ما قامت به شركة سنرجي عندما اوقفت تصوير عدد من مسلسلاتها.

كما تم إيقاف مسلسلات أخرى اجباريًا بسبب تفشي حالات الاصابة بين طاقم العمل مثل ما حدث مع مسلسل "حرب أهلية" من بطولة الممثلة يسرا و"جمع سالم" من بطولة الممثلة زينة.

وانتشرت الإصابات أيضًا بين ضيوف مهرجان الجونة في أكتوبر الماضي بالرغم من الإعلان عن تعاون وزارة الصحة مع إدارة المهرجان لأخذ الإجراءات اللازمة.

فمثلًا، صرح مطرب الراب المصري ويجز عن اصابته اثناء تواجده في الجونة بالإضافة إلي الممثلات زينب غريب وبسمة ونشوي مصطفي وغيرهم.

بينما قال المدير الفني لمهرجان الجونة، أمير رمسيس، في تصريحات لبي بي سي أن "عدد الحالات المصابة يعتبر ضئيلًا جدًا مقارنة بأعداد الحاضرين إلى المهرجان" وأنه تم إلغاء بعض الفعاليات نتيجة للإصابات.

من إلغاء فعاليات، تأجيل تصوير أو حتى الاستعانة بزووم، يبدو أن التعايش مع فيروس كورونا أصبح أمرا واقعا وهو ما تسعى شركات الإنتاج وصناعة الدراما في مصر لتحقيقه خاصًة مع أقتراب موسم رمضان. ولكن الأمر المؤكد أن التغيير يحدث بسرعة أكبر من المتوقع وان الدراما تواكب هذا التغير بطرقها الخاصة.

Ukraine's fight for economic justice

Russian aggression is driving Ukrainians into poverty. But the war could also be an opportunity to reset the Ukrainian economy – if only people and politicians could agree how. The danger is that wartime ‘reforms’ could ease a permanent shift to a smaller state – with less regulation and protection for citizens.
Our speakers will help you unpack these issues and explain why support for Ukrainian society is more important than ever.

We’ve got a newsletter for everyone

Whatever you’re interested in, there’s a free openDemocracy newsletter for you.

Had enough of ‘alternative facts’? openDemocracy is different Join the conversation: get our weekly email

تعليقات

نشجّع أي شخص على التعليق. الرجاء الرجوع إلى openDemocracy تعليمات أسلوب التعليق الخاص ب ن كان لديك أسئلة
Audio available Bookmark Check Language Close Comments Download Facebook Link Email Newsletter Newsletter Play Print Share Twitter Youtube Search Instagram WhatsApp yourData