تختلف الحياة اليومية للنساء في القاهرة عن أي مدينة أخرى، فالعاصمة المصرية ثاني أخطر مدن العالم للنساء بسبب انتشار التحرّش الذي يطال بحسب دراسة للأمم المتحدة أجريت عام ٢٠١٣، ٩٩٪ من النساء المصريات. ولكن الأعوام الأخيرة وخاصة عام 2020، شهدت تنامي في دور مواقع التواصل الاجتماعي والمبادرات النسوية في التصدي لظاهرة التحرش الجنسي، من خلال فضح عدد من الشخصيات العامة وغير العامة من مرتكبي التحرش الجنسي ضد النساء.
فمثلًا، عرف عن لاعب كرة القدم المصري "عمرو وردة" العديد من وقائع التحرش الجنسي أولها بعارضة أزياء مكسيكية، ما أدى إلى استبعاده من كأس الأمم الأفريقية عام 2019. وقد اعتذر بعدها عن الواقعة، ولكنه أوضح في مقابلة تلفزيونية في ديسمبر/كانون الأول الماضي أن الاعتذار كان لمواصلة اللعب ليس أكثر.
وبعد تلك المقابلة بأيام قليلة، نشرت فتاة يونانية اتهامات على إنستغرام زعمت فيها قيامه بمضايقتها.
قضية أخرى جذبت اهتمام الصحافة، كانت قضية الطالب الجامعي أحمد بسام زكي الذي اتهم بالتحرش والاعتداء الجنسي بالعديد من الفتيات. وذلك عبر حساب ASSAULT POLICE على موقع إنستغرام الذي قام بنشر رسائل من فتيات قلن أنه قام بالاعتداء عليهن وتهديدهن. يسعى هذا الحساب لفضح المعتدين الجنسيين من خلال نشر شهادات للناجيات والتي تكون أغلبها مجهولة الاسم.
وفي فبراير/شباط الحالي، قام مغني الراب شهاب السيد بنشر كلام مسيء للنساء على حسابه على الفيسبوك يقول فيه أنه ينظر للنساء على أنهن أداة جنسية لا أكثر. ومن ثم، توالت شهادات وصور محادثات لفتيات تتهمنه بتهديدهن لمشاركة صور عارية لهن، حيث نشرت بعض الفتيات تفاصيل على حسابتهن الشخصية، بينما لجأت أخريات للصحافة.
وقد نشر السيد مقطع فيديو يوضح فيه أن المنشور السابق كان موجهاً لفتاة بعينها وأعتذر إذا كانت اللغة المستخدمة أغضبت البعض.
لا توجد قضية قائمة ضده حتى الآن، ولكن أعلنت شركة الإنتاج، مولوتوف ميوزك، عبر منشور على حسابها على تويتر إلغاء التعاقد معه وأضافت أنه سيتم حذف كل الأغاني الخاصة به من على كافة المنصات وأنه لن يكون هناك تعاقد معه مستقبليًا.
قد يكون انتشار هذه الحوادث إعلاميًا وعلى مواقع التواصل الأجتماعي هو الدافع الأساسي لاتخاذ بعض الإجراءات القانونية ضد المعتدين.
إلا أن التحرش لا يحدث فقط على مواقع التواصل الاجتماعي حيث بالإمكان فضح المتحرش، ولكن يحدث في غالب الأحيان في أماكن يصعب إيجاد شهود فيها أو حتى مدافعين.
هبة على سبيل المثال، فتاة تعرضت للتحرش في الشارع، ورغم معرفتها بالقانون ومحاولتها الأخذ بحقها القانوني، منعت من إقامة محضر ضد المتعدي، حيث أنكر الناس المتواجدين بالشارع في ذلك الوقت حدوث الواقعة من الأساس.
الجدير بالذكر، أن القانون المصري يجرّم التحّرش، حيث تنص مادتي 306 مكرر أ وب على أن التحرش الجنسي سواء بالفعل أو القول أو الأشارة مباشرةً أو من خلال أي من وسائل التواصل، هو جريمة يعاقب عليها بالسجن بين 6 أشهر و 5 سنوات أو غرامة تصل إلى 50 ألف جنيهًا مصريًا (٣٠٠٠ دولار أمريكي). وبرغم تواجد القانون، إلا أن الحصانة الاجتماعية لبعض الشخصيات تمنع في كثير من الأحيان المسائلة.
تعليقات
نشجّع أي شخص على التعليق. الرجاء الرجوع إلى openDemocracy تعليمات أسلوب التعليق الخاص ب ن كان لديك أسئلة