
September 26, 2017: Citizens stand in line to vote for independence referendum in a voting station in Erbil, Iraq. IranImages/Zuma Press/Press Association Images. All rights reserved.الخامس والعشرون من أيلول / سبتمبر الفائت: سلطات إقليم كردستان العراق تنظم استفتاءاً حول انفصال الإقليم، بما يشمل محافظاته الثلاث أربيل والسليمانية ودهوك بالإضافة إلى كركوك المتنازع عليها مع بغداد.
25 أيلول الفائت: الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية يصدر بياناً.
26 أيلول الفائت: المفوضية العليا للاستفتاء تعلن النتائج الرسمية (92.73% صوتوا بنعم).
27 أيلول الفائت: الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية يصدر بياناً.
لكن أيّاَ من بياني الائتلاف المشار إليهما أعلاه لم يتطرق للاستفتاء الذي كان حينها حدث المنطقة الأبرز، بل فضّل أكبر هيئات المعارضة السورية السياسية الصمت وتجاهل الحدث، مديناً في البيان الأول غارات روسية على إدلب وفي الثاني مجزرة بحق نازحين في ريف حماة.
والحال أن لزوم الائتلاف الصمت حيال الاستفتاء الكردستاني كان متوقعاً بالنظر إلى علاقات مميزة تربطه وأنقرة الغاضبة من الاستفتاء، فعدا عن مكاتب الائتلاف ومؤسساته المنتشرة على أراض تركية، تشغل منصب نائب رئيس الائتلاف الإعلامية سلوى أكسوي، والأخيرة سبق أن قدمتها وسائل إعلام، أو قدمت نفسها، كإعلامية تركية قبل أن تتبوأ منصبها الحالي، وفي هذا دلالة على مدى التأثير الذي تملكه تركيا على الهيئة السورية المعارضة. هذا من جهة أولى.
ومن جهة ثانية، يضم الائتلاف في صفوفه المجلس الوطني الكردي، الذي كان تأسس في أواخر العام 2011، ولم يكن تأسيسه إلا في أربيل عاصمة كردستان العراق، وما كان ليرعى التأسيس إلا رئيس حكومة إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني.
إلا أن العامل الثاني، لا الأول، هو ما يرجحه الكاتب والمعارض السوري بكر صدقي، الذي يرى بعد إشارة إلى أنه لا يأخذ الائتلاف "على محمل الجد"، أن "المكون الكردي.. نجح في لجم الائتلاف من إصدار موقف معادٍ [للاستفتاء]، بما يتسق مع النزوع القومي لدى معظم مكونات الائتلاف العربية، وبما يتسق أيضاً مع الموقف التركي المتشدد".
يتفق الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات حمزة المصطفى بخصوص تأثير المجلس الوطني الكردي على تحييد الائتلاف لنفسه في استفتاء كردستان، مشيراً إلى أن غياب الموقف هو "أحد الامتحانات التي فشل في الإجابة عنها".
ويرى المصطفى أن الاستفتاء يشكل فرصة كي يوضح الائتلاف أن "الحلول الانقسامية الانفصالية للمسألة الكردية هي حلول مرفوضة وأن الحل الديمقراطي القائم على المواطنية وحفظ الخصوصية الثقافية واللغوية ورفع المظلومية التي وقعت على الكرد من نظام الاستبداد وليس من العرب هو الحل الوحيد الواقعي للقضية الكردية في سورية".
وفيما غاب موقف الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، حضر بشكل لا لبس فيه موقف هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي، مرة عبر بيان صادر عن المنسق العام للهيئة حسن عبد العظيم في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر، ومرة عبر بيان سياسي صادر عن الهيئة نفسها بعد ذلك بأيام خمس.
بيان المنسق العام بدأ عبر الإعلان أن "ساعة العمل الثوري" دقت وحان موعدها، لينطلق من هذه العبارة التي غنّاها محمد عبد الوهاب في خمسينيات القرن الماضي ليشرح مؤامرة "مخطط الشرق اﻷوسط الكبير والجديد لتقسيم دول المنطقة"، حيث الاستفتاء الذي "تم إجراؤه في شمال العراق" ما هو إلا الجزء الثاني من هذا المخطط.
ولم يأت بيان الهيئة الصادر في السابع من تشرين الأول بجديد في هذا الصدد، فأعلن "رفض إجراءات الاستفتاء ونتائجه في شمال العراق"، واعتبره "خطوة غير دستورية، لأنه لا يحق لجزء من الشعب العراقي ممارسة حق تقرير المصير دون موافقة الشعب والدولة العراقية".
يعتقد المصطفى أن موقف هيئة التنسيق يأتي"في إطار المزايدات الحزبية والتموضعات السياسية للأحزاب الكردية من أجسام المعارضة"، ويوضح الباحث في المركز العربي أن الهيئة "تصر شكلياً على رفض كل ما يمس بالوحدة الترابية للدول" رغم تحالفها "مع حزب كردي توتاليتياري له أجندات خارجية في سورية ويسعى إلى إقامة دويلة كردية في سورية مرتبطة بقيادته السياسية في تركيا"، في إشارة إلى حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.
ويؤكد صدقي أن هيئة التنسيق وبالأخص المكون الناصري ضمنها الذي يمثله تيار حسن عبد العظيم "ضد أي نزوع استقلالي كردي"، إلا أن المعارض والكاتب المقيم في تركيا يضيف سبباً آخر وراء "البيان الفضائحي" للمنسق العام للهيئة، وهو السياق الذي تمر به الحرب السورية. إذ يرى صدقي أن الهيئة القريبة من الروس سياسياً ترى من المفيد "في الظروف الحالية تحويل الرأي العام من فكرة التخلص من نظام [الرئيس بشار] الأسد، إلى اصطناع عدو وهمي هو "الخطر الكردي" في سوريا والعراق"، وبالأخص في "زمن تعويم نظام الأسد في إطار المنظور الروسي للحل".
وبين لا موقف الائتلاف وموقف هيئة التنسيق، ظهرت تغريدة لرئيس الهيئة السياسية في "جيش الإسلام"، أحد أكبر فصائل المعارضة السورية المسلحة، وعبر حسابه الرسمي على تويتر كتب محمد علوش معلقاً على الاستفتاء أن "لعبة استقلال كردستان لعبة خطيرة لها تداعياتها على المنطقة وعلى الثورة السورية، كنت أظن أن أربيل أعقل من ذلك، لكنهم فضلوا اللعب بالنار".
ينهل موقف علوش واختياره لكلمة "لعبة" لتوصيف الاستفتاء من النظرة "المؤامراتية" ذاتها التي تنزع تيارات الإسلام السياسي وتيارات قومية أخرى إلى اتخاذها فيما يخص التطورات السياسية في المنطقة وحول العالم. فيما لا يقدم من شغل سابقاً منصب كبير المفاوضين في وفد المعارضة السورية إلى محادثات جنيف (يضم الوفد شخصيات من الائتلاف وهيئة التنسيق وجهات عسكرية وسياسية أخرى) شرحاً عن ماهية التداعيات المحتملة للاستفتاء الكردستاني على الثورة السورية، هذا فيما تبدو طهران، وهي الحليف الأول لنظام بشار الأسد، أكثر غضباً وشعوراً بالتهديد من أنقرة فيما يخص خطوة أكراد العراق، وبالتوازي كذلك مع برود في علاقات الداعم الإقليمي لجيش الإسلام، أي الرياض، مع أنقرة الغاضبة من الاستفتاء.
لم تختلف حصيلة أداء هيئات المعارضة بالعلاقة مع استفتاء الاستقلال الكردستاني من حصيلة أدائها بالعلاقة مع مسائل أخرى. يقول المصطفى إنه "على الرغم من أن المسألة الكرديّة لطالما حضرت في نقاشات المعارضة قبل الثورة وبعدها فإن أيًا من هيئات المعارضة لم يسطع إنتاج برنامج وطني يقدم تصورًا واضحًا.. فيما يتعلق بحل هذه الإشكالية"، ويردف "جاء الاستفتاء في إقليم كردستان العراق ليؤكد هذه الحقيقة، ويوضح تخبط المعارضة في هذا المجال".
لقراءة المزيد
تلقَّ بريدنا الأسبوعي
تعليقات
نشجّع أي شخص على التعليق. الرجاء الرجوع إلى openDemocracy تعليمات أسلوب التعليق الخاص ب ن كان لديك أسئلة