Home

Syria: the spectre of civil war (Arabic Version)

Kamal Sheikho
1 December 2011

خرج السوريين اليوم في جمعة أطلق عليها المعارضين( جمعة طرد السفراء) والتي راح ضحيتها 16 قتيلا بحسب لجان التنسيق الملحية وهي جماعة معارضة جديدة تشكلت بعد الإحداث التي شهدتها سوريا في الخامس عشر من شهر آذار الماضي من العام الجاري. وحصيلة القتلى في ارتفاع دائم لأنه يقع إصابات وجرحى يفارقون الحياة لغياب المشافي والكادر الطبي, وقالت تقارير صحفية ان السوريين خرجوا في حوالي 250 نقطة تظاهر في كافة أرجاء سوريا, كانت درعا الأكثر تظاهرا. يأتي بعدها محافظة حمص.

ويكثر الحديث عن تسليح الثورة في سوريا؛ وينهض هذا السؤال عن جدوى التحولات التي يحدثها هذا الأسلوب النضالي في تعديل توازنات القوى؟! أليس من السذاجة تصور نجاح انتفاضة مسلحة في إسقاط نظام من نوع النظام السوري القائم تاريخياً على منطق القهر والغلبة؟!. ثم ألا يفترض بدعاة العسكرة أن يعرفوا قبل غيرهم أنهم بدعوتهم هذه إنما يذهبون بأقدامهم إلى فخ نصبه أهل الحكم للإيقاع بالاحتجاجات الشعبية ودفعها إلى دوامة العنف، ما يسهل عزلها وتسويغ كل أنواع القهر والتنكيل ضدها، وتالياً أن يدركوا أن اللجوء إلى العنف قد يشفي غليل البعض لكنه الطريق الأقصر للهزيمة، ويرجح أن يفضي إلى صراع أهلي سيكون ثمنه إرادة التعايش والاستقرار وشروط الاجتماع الوطني، تأثراً بخصوصية المجتمع السوري وتركيبته التعددية وإصرار السلطة القائمة على مواقعها حتى لو كان الطوفان؟!.

الحقيقة ثمة مصلحة عند أصحاب الحل الأمني في تحويل الاحتجاجات من مسارها السلمي والسياسي الى مسار عنفي وأهلي، والرهان على دور القمع المفرط في شحن الغرائز والانفعالات وتأجيج ردود الأفعال الثأرية لدفع الناس نحو تبني أساليب المقاومة العنيفة، وهم لا يضيعون فرصة لتغذية ما يمكن من صراعات متخلفة، واستيلاد القوى المتطرفة وسربلتها بسربال السلفية أو ربطها بتنظيم «القاعدة»، والغرض سوق حجج وذرائع إضافية عن مواجهة الإرهاب والحفاظ على الأمن والمنشآت العامة وحماية أرواح المواطنين وممتلكاتهم، لشرعنه الممارسات القمعية وتخفيف ردود الأفعال المحتملة، والنتيجة إخضاع المجتمع ككل لقواعد لعبة يتقنونها جيداً وتمكنهم من إطلاق أياديهم كي تتوغل أكثر في القهر والتنكيل مدعومة بما يملكونه من خبرات أمنية ومن توازن قوى يميل على نحو كاسح لمصلحتهم.

رئيس المجلس الوطني يناشد السوريين لعدم وقوع حرب أهلية:

وجه يوم أمس, رئيس المجلس الوطني السوري الدكتور برهان غليون, نداءا ومناشدة, خاطب فيها المنتفضين السوريين في وجه النظام الحاكم. قال فيه" لكن أشهرا طويلة من القتل المنهجي المنظم وإذكاء النظام الإجرامي الفتنة الطائفية بين أبناء شعبنا وشحن فئة من المجتمع ضد فئة أخرى قد أضعفت دفاعات بعضنا في مواجهة مخاطر الانقسام والتصادم الطائفي. وأصبحنا نشهد منذ أسابيع عمليات خطف واغتيال وتصفية حسابات بين أبناء الشعب الواحد، بل بين أبناء الثورة أنفسهم. وهو ما يشكل تهديدا خطيرا لمكاسب الثورة ويقدم خدمة كبرى لنظام القتل والاستبداد الذي يترصد بنا ويؤخر الانتصار"

وأضاف الدكتور غليون ي بيانه" وأتوجه بشكل خاص إلى أحرار حمص وثوارها الأبطال من كل الفئات والمذاهب، وادعوهم إلى تغليب حسهم الوطني، ووقف الاعتداءات وعمليات الخطف والانتقام والترفع عن الأحقاد والالتفاف حول ثورتهم الجامعة وأحثهم على ضبط النفس ورفض الانجرار وراء ممارسات بغيضة تزكي الحقد بدل المودة والألفة وتكرس الانقسام بدل الوحدة. نحن على مفترق طرق. احد هذه الطرق يؤدي بنا الى الحرية والكرامة وآخر يؤدي بنا الى الهاوية والانجراف نحو حرب أهلية لم يكف النظام عن محاولة إشعالها ليجهض ثورتنا المباركة منذ أشهر"

ويبدوا ان الحديث عن احتمالية وقوع حرب أهلية في سوريا, أصبح متداولا دوليا, ففي حديثها لمحطة إن بي سي الإخبارية الأمريكية، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون " أعتقد أنه قد يكون هنالك حرب أهلية مع وجود معارضة مصمِّمة للغاية وحسنة التسليح، وفي نهاية المطاف جيدة التمويل".

وأضافت الوزيرة الأمريكية "إن لم تُدَرْ (أي الحرب الأهلية) من قبل منشقِّين عن الجيش، فهي بالتأكيد متأثِّرة بهم."

المهلة العربية تنتهي اليوم:

من جانب آخر, أمهل وزراء الخارجية العرب الأربعاء الماضي النظام الحاكم في سوريا, ثلاثة أيام للتوقيع على بروتوكول تقبل بموجبه دخول مراقبين "للتأكد من وقف العنف ضد المدنيين في البلاد وتطبيق المبادرة العربية".

في غضون ذلك، أعلنت دمشق في وقت اليوم قبولها المشروط بالورقة التي كانت قد سلَّمتها الجامعة العربية في السادس عشر من الشهر الجاري، وأمهلتها ثلاثة أيام فقط لقبول مراقبين على أراضيها لمتابعة تطورات الأوضاع داخل البلاد. فقد أعلن مصدر سوري لـموقع( بي بي سي) "إن سورية أبلغت الجامعة بقبول ورقة معدَّلة تحافظ على روح النص وطبيعة المهمة، وتحفظ في الوقت نفسه سيادة سوريا". وقال المصدر إن الجانب السوري مستعد للتوقيع فورا على الورقة المعدَّلة التي تطالب بدرجة أكبر من التنسيق مع الحكومة السورية. وأضاف المصدر أن سوريا أبدت استعدادا لاستقبال بعثة من الجامعة العربية، ومن ضمنها مراقبون، في حال تمَّ الاتفاق على التعديلات التي طلبتها دمشق.

كما أضاف المصدر إنه "يجري حاليا العمل على بعض التفاصيل المتعلقة بمضمون الورقة"، لكنه أوضح أن ذلك "لا يهدف إلى عرقلة مهمة الوفد".

وقد نقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية "سانا" اليوم عن أمين عام جامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، تأكيده تلقي رسالة من وزير الخارجية السوري وليد المعلم، تضمنت تعديلات على مشروع البروتوكول، وتتعلق بالوضع القانوني، وبمهام بعثة المراقبة المزمع إيفادها إلى سوريا. وقال العربي في بيان أصدره مكتبه لاحقا "إن هذه التعديلات تخضع الآن للدراسة".

مدينة حمص: مهد الثورة السورية

في الاحتجاجات التي شهدتها سوريا هذا العام, كانت حمص ثالث مدينة بعد درعا تنضم إلى الاحتجاجات السورية مطالبة "إسقاط النظام"، وقد شاركت في الاحتجاجات أعداد ضخمة من سكان المدينة قدرت بعشرات الآلاف من مواطنيها. كما أعلن المشاركون عن اعتصام في 18 آذار في ساحة الساعة والتي تمّ تغيير اسمها إلى "ساحة الحرية"، إلا أن قوات الأمن السوريّة فضّت الاعتصام بالقوة في اليوم التالي، ولم يثن ذلك أهل حمص عن الاستمرار في التظاهر. كمحاولة لاحتواء المظاهرات، أقيل محافظ حمص واستبدل بمحافظ جديد، غير أن المظاهرات لم تتوقف. في المرحلة الثانية، قالت الحكومة السورية أنّ "عصابات إرهابية مسلحة" تروّع المواطنين في حمص، ولهذه المناسبة قام الجيش السوري مدعماً بالأمن المركزي والشبيحة باقتحام المدينة ومحاصرة أحيائها، ما أدى إلى سقوط مزيد من القتلى - الذين كسروا حاجز الـ1000 قتيل - والجرحى والمعتقلين، غير أن المواطنين استمروا في التظاهر، ومن الأسماء التي لمعت في قيادة التظاهر في المدينة هادي الجندي الذي قتل في يوليو 2011، كما أن عدد من أبرز المعارضين السوريين هم من حمص ومنهم برهان غليون وسهير الأتاسي ابنة المرحوم جمال الاتاسي امين عام الحزب الاشتراكي المعارض، هذا ما دفع البعض لتسمية حمص "عاصمة الثورة السوريّة".

حمص مدينة متنوعة الطوائف والمذاهب الدينية؛ في القرن الثاني عشر كانت المدينة أكبر مدينة سوريّة من حيث عدد المسلمين، وإبان العهد المملوكي وما نتج عنه من تراجع في اقتصاد المدينة وأهميتها هجرها سكانها حتى انخفض عددهم من 7000 نسمة إلى 2000 نسمة فقط، نصفهم من المسلمين والنصف الآخر من المسيحيين؛ في ستينات القرن التاسع عشر أجري إحصاء سكاني وطائفي لعدد سكان المدينة، بنتيجته تبيّن أن عدد أتباع بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس 5,000 نسمة وأتباع السريانية الأرثوذكسية 1,500 نسمة مع بضع أقليات مسيحية أخرى، شكّلت ثلث السكان في حين شكّل المسلمون وهم ذوي غالبية سنيّة وأقلية شيعية وعلوية وإسماعيلية الثلثين. آخر إحصاء تمّ على أساس طائفي جرى بداية القرن العشرين، وأظهر النتائج ذاتها عام 1907: ثلث المدينة من المسيحيين وثلثاها من المسلمين، بمختلف طوائفهم. سوى ذلك، فإنه من الناحية العددية، تحتفظ محافظة حمص بثاني أكبر عدد من المسيحيين بعد محافظة حلب.

ويخشى معارضين سوريين عن اشتعال النار الفتنة الطائفية والدخول في حرب اهلية التي لن تتوقف عن حدود المدينة فقطو بل ستمتد الى باقي المدن والبلدات السورية.

هيئة التنسيق الوطنية ائتلاف معارض من اكبر التجمعات في الداخل السوري, اصدر وثيقة (الانتفاضة ـ الثورة: المخاطر وطريق التغيير ) أكد على" بعد أن بلغت ممارسات النظام حدا تجاوز قدرة كثير من المواطنين على التحمل والصبر، بما ارتكبته من فظائع وتنكيل وتخريب للممتلكات وانتهاك للحرمات والمقدسات، بدأت بعض مظاهر ردود الفعل المسلحة بالظهور، وتكاثرت مع استمرار ممارسات السلطة الوحشية ، وشجعتها أجهزة النظام بطرق متنوعة ( كان أبسطها هو توفير السلاح بكثرة في السوق السوداء) وشكلت أعمال دموية لبعض الأفراد وقلة من المجموعات المتطرفة ( التي لن يكون مفاجئا انكشاف صلتها بأجهزة المخابرات في يوم ما) وسيلة أخرى لتشويه الطابع السلمي للحراك ولتوفير ذرائع إضافية لتشديد القتل والترويع الرسمي وزيادة قدرة رواية النظام على إقناع البعض، وبالتالي زيادة ارتباك بعض قطاعات الشعب بشأن ما يدور في البلاد حقا. حتى وصل الأمر مؤخرا إلى دعوات صريحة من جهات على الأرض لحمل السلاح وعسكرة الانتفاضة في بعض المناطق، الأمر الذي ينطوي على نجاح لمساعي النظام في هذا الاتجاه وعلى مخاطر شديدة على الشعب وأهداف ثورته السلمية"

صحفية موالية للنظام تطلب الاعتراف بالأزمة والعنف:

الصحفية شذا المداد وهي موالية للنظام الحاكم, طالبت الرئيس السوري بشار الاسد في مبادرة لها حملت العنوان( كرمال الآلهة اعترفوا بالأزمة وأوقفوا القتل والعنف في سوريا) طالبت" فأنا مواطنة سورية خائفة مما حدث بالأمس من قمع وقتل وترويع، وأخاف مما يحدث اليوم من تشويه للحقائق من قبل كافة الأطراف، وأخاف من الغد لأننا لا نعرف كيف سنموت: هل ستدوسنا دباباتكم؟لا نعرف، هل سنموت بفعل قنبلة سيرميها حلف ما؟ لا تقدموا لهم فرصة على طبق من ذهب، أم سنموت بالحذاء العسكري التركي الذي لن يقف متفرجاً علينا أو عليكم؟ لا نعرف بصراحة. وقد زاد من قلقنا قرار الجامعة العربية بتجميد عضوية سورية، لا يمكن الاستهزاء بالقرار، فنحن نعرف أنّ الحلّ بيدكم، وحده النظام السوري يتمسك بمخرج آمن من الأزمة، فالحل سوري لا يستورد من الخارج، لا يزال سورياً رغم أنكم في موقف ضعيف لا تحسدون عليه؟ نخاطبكم، في هذه اللحظة العصيبة على الجميع، لأنكم قلتم أنّ الحوار الوطني هو عنوان المرحلة، ولأننا نخشى أن يأتي يوماً لا يكون أمامكم أي حلّ وسط آخر غير الرحيل"

وأخيرا, يبدوا ان جميع الإطراف في سوريا( معارضة ونظام) يخشى من وقوع حرب أهلية, كما يبدوا ان التشنج الطائفي يتزايد يوما بعد يوم, بازدياد حالات القتل الطائفي وعمليات الاختطاف, والتشبيح بين المواطنين, كما يحاول بعض المخربين الاستفادة من هذه الظروف لإذكاء نار الحرب الأهلية من خلال الترويج والدعاية لها وإخافة عامة الناس منها بنشر أكاذيب عن جماعات طائفية مسلحة تقوم بشراء السلام من اجل الاستعداد للحرب المحتملة الوقوع. فهل ستنجح المبادرة العربية لإخراج سوريا من احتمالية وقوعها في الحرب الأهلية؟؟! 

Had enough of ‘alternative facts’? openDemocracy is different Join the conversation: get our weekly email

Comments

We encourage anyone to comment, please consult the oD commenting guidelines if you have any questions.
Audio available Bookmark Check Language Close Comments Download Facebook Link Email Newsletter Newsletter Play Print Share Twitter Youtube Search Instagram WhatsApp yourData